أخواني الكرام
اعلم بأن البعض قد لايعنيه مثل تلك القصة التي نقلتها من موقع نادي يافع لأحد المغتربين اليمنيين في قطر لاننا وللأسف الشديد شتت الله شملنا ولا ننظر إلا ما كان لنا به مصلحة مباشرة ولا تهمنا مشاكل بقية اخواننا مع العلم بان العالم من حولنا ينظر لنا نظرة واحدة وهي اننا (يمنيين) أقرأوا القصة التي اتقن صاحبها في سرد احداثها وان كانت مسألة شخصية لكنها حلقة في سلسلة معاناة ابناء اليمن بالخليج وتلك المعاناة خرجت لنا فجأة ومنذ إعلان قبول اليمن في بعض مجالس الخليج في قمة مسقط2001 فهل هذا هو القبول الخليجي لليمنيين ؟ ولو فرضنا ان قلة جاهلة اخطأت فالخليج مليء بالجاليات التي دمرت البعض منها شباب الخليج عن طريق العهر والسرقة والمخدرات وما الأنسان اليمني إلآ عنصر فعال ومساهم في بناء تلك الدول منذ ما قبل الاعتراف بها كدول واترككم مع القصة التي نأمل بأن تصل لأجيالنا القادمة لاننا نقف عاجزين عن الرد لقلة الحيلة وضياع المسببات ولا نعلم ماهو السبب الحقيقي الذي يكمن وراء مثل هذا التحول الخليجي بالنسبة للأنسان اليمني
ــي;154715']
لاشك ان استقرار الاسرة .. يقتضي تواجد الزوجين معا في بلد واحد ان كانت الظروف سانحة لذلك ، وهو مبدأ من مبادئي التي اردت ان اطبقها في حياتي الشخصية .. منذ اللحظة التي لم اميز فيها ابي الا عندما اشاروا لي ان هذا الرجل هو ابي بعد زيارته لنا في الثمانينات للمرة الاولى وعودته من الغربة في زيارة اسرية ،،
ولذلك .. كنت حريصا على ان يكبر ابني معي .. ويميزني من بين جميع الناس .. وان اربيه بنفسي بدلا من يربيه غيري ، فاتعب في تغيير ماتعلمه في فترة غيابي عنه وانا في الغربة .. ان كان ماتعلمه يستوجب التغيير !
بعد ان مرت السنون وتزوجت .. عدت من اجازتي التي كانت قرابة شهر واحد فقط اضافة الى عشرة ايام .. مكافاة من ادارتي الموقرة لزواجي ، وهي فترة اعتقد انها لا تذكر ان خصمنا منها فترة ماقبل العرس للتجهيز له .. ولكنها قوانين هيئتنا الحكومية التي اعمل بها والتي تقضي بفترة شهر واحد فقط في السنة غير قابل للتجميع في السنوات المقبلة .. وكان لزاما علي ان التزم بها والا كانت المسائلة القانونية في انتظاري ،،
ماحصل انني كغيري ممن لديهم القدرة على استقدام عائلتهم .. قدمت طلبا الى لجنة الاستقدام الموقرة في وزارة الخدمة المدنية والاسكان .. وهي الجهة الكفيلة بالنظر في هذه الطلبات عندنا هنا في قطر.. وكان طلبا مشفوعا بكتاب من ادارتي يوضح لهم كل مايريدون معرفته .. اضافة الى الاوراق الاخرى المطلوبة لذلك .. وكان املي كبير في ان يقبل الطلب نظرا ... لعدم وجود مايستوجب رفضه !
ولكن يبدو ان ظنوني خابت.. فقد تم رفض الطلب .. دون ابداء الاسباب ..
وبمراجعتي لهم .. كانت الطامة الكبرى .. والاجابة التي تكسر الظهر .. فقد قالت لي الموظفة ان اليمنيون لايُقبـَلون في مثل هذه الطلبات !! ووجهتني الى طلب مقابلة اعضاء اللجنة للنظر في ذلك .. وهو ماحصل ،،
وفي ايام انتظاري للمقابلة علمت الكثير من طلبات الرفض هذه لاخوتي اليمنيين هنا .. وقد سمعت عدة اسباب غير منطقية .. فمنهم من قال انهم يرفضون حتى لاتتم المطالبة بجواز قطري .. ومنهم من قال ان طلبات اليمنيين لدى الهيئات الخيرية كثرت وبالتالي فهم لايريدون المزيد منها .. ومنهم من قال .. اننا قد كثرنا في قطر فيريدون التقليل من ابناء الجالية هنا ،، والكثير يقال في هذه الحال .. وهي اسباب لم ترتق لمستوى اقتناعي بلاشك .. وان كانت ربما صحيحة .. نظرا لانني حتى اللحظة .. لم اعلم بهذه الاسباب .. مثلي مثل الكثيرون غيري المرفوضة طلباتهم !!
وفي يوم المقابلة .. توقعت ان يكون هناك الكثير من الاخذ والرد بيني وبين اعضاء هذه اللجنة .. ولكن المقابلة تلك لم تستمر قرابة الدقيقة .. وكان سؤال العضو المكلف بتوجيه الاسئلة هو .. وين تشتغل .. وشنو تشتغل .. بالرغم من وجود الكتاب لديه كاثبات موثق لما سأل .. وكانت اجابته الشافيه هي ( راجعنا بعد اسبوع !! ) وكانه بهذه الثلاث كلمات قد شفى غليلي من كل التساؤلات التي تدور بذهني !
المهم .. ان البعض نصحني بالبحث عن مافوق القانون .. وهو ( الواسطة ) .. وتكلمت مع بعض من اعرفهم .. ممن اعتقدت بانهم سيساعدون في هذا .. ولكن يبدو انه لم تكن هناك حيلة .. فاقصى ماوصلت اليه ( واسطاتي ) هي وعد بتحويل الاقامة الى زيارة .. ان انا احضرت زوجتي !!
وبغض النظر عن هذا الشرط .. فقد كان تخطيطي مسبقا ان احضر زوجتي هنا .. ربما لاعوضها عن (شهر النكد ) الذي قضيناه والملئ بالمشاكل .. بدلا من ان يكون ( شهر عسل ) وهي قصة اخرى .. وربما لشعوري كذلك بان فترة العزوبية قد انقضت .. لذا فتعزيز هذا القرار يقتضي وجود الزوجة .. وهو ماكان !!
وبعد حضور زوجتي الى قطر .. بدأت الحلقة تعود من جديد .. فطلبت كتابا من مقر عملي كي اقدمه للساده اعضاء اللجنة .. وملأت الطلب مرة اخرى وقدمته .. عل وجود زوجتي هنا يجعلهم يرأفون فيوافقون .. ولكن ذلك لم يحدث !!
فقد كانت اجابتهم بالرفض .. ومرة اخرى .. طلبت مقابلتهم .. ودارت نفس الدائرة ،،
المهم ان المقابلة في المرة الثانية اختلفت في شئ واحد عن الاولى .. حتى لانبخس حقها .. فقد كانت مدتها اطول من الاخرى ،
واخذ عضو اللجنة يسالني عن مكان ولادتي .. وعن سكني .. وهل اسكن وحيدا .. وعن عملي .. وعن راتبي .. ولم يبق الا ان يسألني عن مابجيبي من نقود .. او عن نوع سيارتي !
واحسست هذه المرة ان تلك الاسئلة الكثيرة ستكون طريقي للحصول على الموافقة لاقامة زوجتي .. ولكنه للاسف لم يحدث !!
وبعد خروجي من عندهم لقيت احد اصدقائي اليمنيين .. بالصدفة .. وكأنه يعرف ماجئت لاجله .. فبادرني بسؤاله هذا ( هاه بشر ويش صلحك ..؟ شي وافقو ..؟ ) فاحسست حينها انها مشكلة متعصية لدى ابناء جاليتنا وانني لست الوحيد فيها .. وشرح لي ان هذه المقابلة ستكون الرابعة بالنسبة له .. وقال انني اقابلهم منذ زواجي .. والان اصبحت اباً .. ولم يوافقوا بعد !!
ما ازعجني كثيرا .. واشعرني باننا جالية غير مرغوب فيها من البعض .. ان احد ابناء الجنسية الهندية ممن يعملون معي بنفس الادارة .. ويمتلكون نفس مسمى الوظيفة .. غير ان راتبي اعلى من راتبه .. قدم طلبه ذلك اليوم امامي .. وماهي الا فترة يومان حتى كان الرد بالموافقة .. وهو في مكتبه .. هكذا .. دون ان يكلفوه بالبحث عن واسطة او انتظار مقابلته بالاسابيع .. او حتى مشاوير الذهاب اليهم لمراجعتهم .. وجل مافعله هو طبع رقم الموافقة ومراجعة الجوازات .. وبعدها بيوم كانت التأشيرة الزرقاء في يده .. استعدادا لاستقبال زوجته .. للاقامة معه !!
اذن .. المسألة ليست مسألة راتب .. او سكن .. او مسمى وظيفي .. او مكان عمل .. فهو مساوي لي في كل شئ عدا الراتب فراتبي اعلى منه !! وانا اتميز عنه كذلك بانني .. مسلم .. وهو هندوسي .. او مسيحي لا اعلم .. وانني عربي وهو ليس كذلك .. وانني على اقل تقدير .. يمني .. اتوقع منهم معاملتي بافضلية نظرا لطول المدة التي قضيتها هنا .. ولكن ذلك كله .. لم يضعوه في الاعتبار ..
وها انا ذا على موعد معهم .. بعد اسبوع .. واتمنى ان تكون زيارة الشيخ ( حمد ) الى اليمن في هذه الايام كفيلة بان يغيروا نظرتهم .. ويفكوا الحصار .. على ابناء الجالية اليمنية ..
او على الاقل .. ان يعلمونا باسباب هذا الرفض .. الغير مبرر على الاطلاق ،،
ومني لكم كل التقدير لمشاركتكم .. مشكلة يواجهها اخوكم ( التلبي ) .. واتوقع ان الكثير واجهها من اخوتي اليمنيين في قطر ..
ولا عزاء لمن ليس لديه ( واو ) ..
اخوكم .. التلبي ( مغترب في عذاب .. سابقاً )